ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺎﺓ
ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﺗﺪﻋﻰ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ ﻻﻓﻮﺭﻛﺎﺩ "
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﺛﺮﻳﺔ
ﻭﻧﺒﻴﻠﺔ , ﻭﻛﺎﻧﺖ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻲ
ﻗﺼﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺑﺎﻟﻎ
ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ , ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎً
ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﻧﺠﻮﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ,
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻘﺖ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ :
ﺑﺸﺎﺏ ﻭﺳﻴﻢ ﻳﺪﻋﻰ "
ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ ﺑﻮﺳﻮﻳﻪ " ,
ﻭﻛﺎﻥ " ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﺑﺎﺭﻉ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺤﺒﻮﺏ
ﺟﺪﺍً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﺮ ,
ﺃﺣﺐ " ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ "
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﻭﻓﻀﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺷﺎﺑﺎً ﺛﺮﻳﺎً ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ
ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻳﺪﻋﻰ " ﺭﻳﻨﻴﻞ .
"ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺜﺮﻱ " ﺭﻳﻨﻴﻞ ,
" ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻆ
ﻭﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻗﺎﺳﻲ
ﺟﺪﺍً ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻲﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
, ﻓﻠﻢ ﺗﺤﺘﻤﻞ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﻭﻣﺮﺿﺖ ﻣﺮﺿﺎً ﺧﻄﻴﺮﺍً
, ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ,
ﻓﺪﻓﻨﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺕ
ﻓﻴﻬﺎ . ﻋﻠﻢ " ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ "
ﺑﺨﺒﺮ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ , ﻭﺫﻫﺐ
ﺍﻟﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ
ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ
ﺃﺛﺮﻫﺎ , ﻓﺨﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻟﻪ
ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻠﻤﻘﺒﺮﺓ ﺑﻌﺪ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻥ
ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻭﻳﺄﺧﺪ
ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ,
ﻭﻓﻌﻞ " ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﺫﻟﻚ
, ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺭﺃﺱ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ "
ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ
ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﺎﺫﺍ ﺏ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﺗﻬﺘﺰ
ﻭﺗﺮﺗﻌﺶ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ , ﺻﻌﻖ "
ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﺎﻟﻚ
ﻗﻮﺍﻩ ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ
ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ
ﻭﺃﺳﻌﻔﻬﺎ .ﻋﺎﺩ "
ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ
ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺑﺄﻥ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ
ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ , ﺑﻘﻴﺖ
" ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻓﻲ
ﻣﻨﺰﻝ " ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﻋﺪﺓ
ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﺻﺤﺘﻬﺎ ,
ﻭﺛﻢ ﺍﺗﻔﻘﺖ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻭ "
ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ
ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻴﺒﺪﺁﻥ
ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﺑﻌﺪ
ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺩﺍ ﺍﻟﻰ
ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻕ
ﻭﻟﻴﻘﻀﻴﺎ ﺍﺟﺎﺯﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ
, ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ
ﻛﺎﻧﺖ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻭ
" ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " ﻣﺪﻋﻮﻳﻦ ,
ﻭﺍﺭﺗﺸﻌﺖ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺷﺎﻫﺎﺩﺕ " ﺭﻳﻨﻴﻞ "
ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ,
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻬﺎ : ﺍﻧﻚ ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺳﻴﺪﺓ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ .
ﻓﺰﻋﺖ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ,
ﻭﺑﻔﻲ " ﺭﻳﻨﻴﻞ " ﻳﺤﺪﻕ
ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﺟﺴﺪﻫﺎ ,
ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻰ
ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ , ﺗﺠﻤﺪ
ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻕ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " ﻻﻧﻬﺎ
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺬﻓﻬﺎ ﻣﺮﺓ
ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﺃﺻﺎﺑﺖ
ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﺗﺮﻛﺖ
ﺁﺛﺎﺭﺍً . ﻋﺮﻓﻬﺎ " ﺭﻳﻨﻴﻞ
" ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻫﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ "
ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ " , ﻓﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ " ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﻦ
" ﺍﻻ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻜﻞ
ﺷﻲﺀ , ﻭﻏﻀﺐ " ﺭﻳﻨﻴﻞ
" ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻃﻠﻘﻬﺎ ,
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ "
ﺟﻮﻟﻴﺎﻥ " , ﻭﺃﻗﺎﻣﺎ
ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﺃﻛﻤﻼ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ
ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍ ﺍﻟﻰ
ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ .